نظم مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، مساء االيوم ، اثنينية التواصل بعنوان "دور الأسر في التنمية المستدامة" وذلك بمقر المركز بمدينة الرياض، ويهدف اللقاء إلى تسليط الضوء على أهمية دور الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع في تبني ممارسات مستدامة تساهم في تحقيق التنمية الشاملة. وتناول اللقاء محاور متنوعة تتعلق بكيفية تعزيز الوعي البيئي والاقتصادي والاجتماعي داخل الأسرة، وتشجيع السلوكيات المسؤولة التي تدعم جهود الاستدامة على المستوى الوطني.
واستضاف اللقاء عدد من المختصين لمناقشة الدور المحوري الذي تلعبه الأسر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث استضاف كلا من: الدكتورة غيداء الفيغاوي، المتخصصة في الدراسات الفكرية والمستشارة في القضايا المجتمعية المعاصرة، والأستاذة هيلة المكيرش، مستشارة معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان. وأدار اللقاء الكاتبة الأستاذة سهوب بغدادي.
وأوضحت الدكتورة غيداء الفيغاوي أن الأسر تلعب دوراً محوريًا في تحقيق التنمية المستدامة، فهي الوحدة الأساسية في المجتمع ومصدر القيم والسلوكيات التي تؤثر بشكل مباشر على البيئة والاقتصاد والمجتمع من خلال تبني أنماط استهلاك مستدامة ، وقالت : تُعد الأسرة حجر الزاوية في بناء مجتمع صحي وسليم وقوي، خاصة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة ، يمتد دورها ليشمل جوانب اجتماعية وتربوية وسلوكية واقتصادية، وهو دور شامل يستدعي تعزيزًا وتطويرًا ليواكب المعرفة والعولمة والحداثة ، إن فهم قيمة هذا الدور لا يتأتى إلا بإدراك التحديات المعاصرة التي تواجه الأسر على مختلف الأصعدة، والتي يمكن تلخيصها في ثلاثة جوانب رئيسية: المتغير الثقافي، والتحديات المجتمعية، والبعد والفجوة بين الوالدين والأفراد ، إن التعايش الفعال مع هذه التحديات والبحث عن حلول لمعالجتها أمر بالغ الأهمية لتمكين الأسرة من أداء دورها الحيوي .
وأشارت الأستاذة هيلة المكيرش بأن الأسرة هي النواة الأولى لتكوين جيل واعٍ بأهمية مجتمعه ووطنه، ومتمسك بالقيم التي تدفعه نحو تحقيق رفاهية شاملة ومستدامة للجميع ، فمن خلال التنشئة السليمة، تُزرع بذور الانتماء والمسؤولية التي تثمر أفرادًا حريصين على تحقيق مستوى معيشي لائق ومريح لكافة أفراد المجتمع ، ولا يخفى على أحد أن الأسرة المعاصرة تقف في وجه تحديات جمة، تتراوح بين التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على كيانها ووظائفها و قالت : من أبرز هذه التحديات ذلك التحول التقني المهيمن الذي يطال كل تفاصيل حياتنا، والذي يحمل في طياته تأثيرات عميقة على سلوك الأفراد وتماسك الأسر، مما يستوجب ضرورة المواجهة الفعالة ، كما أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة والمنافسة الشرسة تفرض أعباءً كبيرة على حياة الناس واستقرارهم .
يذكر أن الاثنينية تأتي ضمن سلسلة اللقاءات التي يقيمها مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بهدف إثراء التواصل المجتمعي حول القضايا الهامة والإسهام في تعزيز الوعي لدى المجتمع .